ولما كان فلان هو الذي تشوفت هذه الرتبة إلى أن تتجمل به مواكبها وتتكمل به مراتبها وتنتظم على دسته هالة أمرائها كما تنتظم على هالة بدر السماء كواكبها فإذا طلع في أفق موكب أعشت الأعداء جلالته وأعدت الأولياء بسالته وسرى إلى قلوب أهل الكفر رعبه وفعل فيهم سلمه ما يفعل من غيره حربه وإذا جلس على بساط عدل خرس الباطل وأنجز ما في ذمته الماطل وتكلم الحق بملء فيه وتبرأ الباطل حتى ممن يسره ويخفيه وإن نظر في مصالح البلاد أعان الغيث على ريها برفقه وأعاد رونق عمارتها بكف أكف الظلم ووصول كل ذي حق إلى حقه اقتضت آراؤنا الشريفة أن نجعل فنون أفنانه بيمن إيالته دانية القطوف وأن نصير جنتها تحت ظلال سيفه فإن الجنة تحت ظلال السيوف .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال زمن عصره مؤرخا بالفتوح وسيف نصره على من كفر دعوة نوح أن تفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بالشام المحروس تفويضا يحسن به المناب في تلك الممالك عنا وينشر فيها من العدل والإحسان ما يلقاه منا ويلبسها من حلل المهابة ما يضاعف به أمن سربها وتصبح به السيوف المجردة أحفظ لها من قربها ويطلع في أفق مواكبها الجليلة طلوع الشمس التي يعم نفعها ويعشي النواظر لمعها ويجلس في دست نيابتنا حاكما فيها بأمرنا جازما بحكم الشرع الشريف الذي قد علم أنه حلية سرنا وجهرنا ناشرا من مهابة الملك ما ترجف له القلوب من العدا وتصبحهم به سرايا رعبه على بعد المدى ملزما من قبله من الجيوش المنصورة بمضاعفة إعداد القوة وإدامة التأهب الذي لا تبرح بسمعته بلاد أهل الكفر مغزوة مطلعا على أحوال العدا بلطف مقاصده ونكاية مكايده وحسن مصادره في التدبير وموارده فلا يبرمون أمرا إلا وقد سبقهم إلى نقض مبرمه ولا يقدمون رجلا إلا وقد أخرها بوثبات إقدامه وثبات قدمه وليعظم منار الشرع الشريف بتكريم حكامه والوقوف مع أحكامه ويرفع أقدار حملة العلم بترفيه أسرارهم وتسهيل مآربهم وأوطارهم وليعم الرعايا بعدله وإنصافه ويسترفع