الشامية التي هي واسطة عقد الممالك ومجتمع ما يفضي إلى مواطن النصر من المسالك ومركز فلك الأقاليم الذي تنتظم عليه بروج ثغورها ونقطة دائرة الحصون التي منها مادتها وعليها مدار أمورها وغيل ليوث الحرب التي كم أنشبت أظفار أسنتها في طرة ظفر ومواطن فرسان الوغى التي كم أسفر عن إطلاق أعنتها إلى غايات النصر وجه سفر وأن نرتاد لكفالة أمورها وكفاية جمهورها وحماية معاقلها المصونة وثغورها وزعامة جيوشها وإرغام طارقي أطرافها من أعداء الدين وثل عروشها من جرده الدين فكان سيفا على أعدائه وانتقاه حسن نظرنا للمسلمين فكان التوفيق الإلهي متولي جميل انتقاده وانتقائه وعجمنا عود أوصافه فوجدناه قويا في دينه متمكنا في طاعته بإخلاص تقواه وصحة يقينه متيقظا لمصالح الإسلام والمسلمين في حالتي حركته وسكونه آخذا عنان الحزم بيسر يسراه وسنان العزم بيمن يمينه واقفا مع الحق لذاته مقدما مشاق الجهاد على سائر مآربه ولذاته ماضيا كسيفه إلا أنه لا يألف كالسيف الجفون راضيا في راحة الآخرة بمتاعب الدنيا ومصاعبها فلا يرعى في مواطن الجهاد إذاحلها أكناف الهوينا ولا روض الهدون مانعا حمى الإسلام لا حمى الوقبى بضرب يفرق بين أسباب الحياة ويؤلف بين أشتات المنون