شهاب الدين محمود الحلبي وهي .
الحمد لله مفوض أسنى الممالك في أيامنا الزاهرة إلى من تزهو بتقليده ومشيد قواعد أسمى الأقاليم في دولتنا القاهرة بمن يعلو بإيالته ما يلقى إليه معاقد مقاليده ومسدد الآراء في تصريف أعنة جيوشنا المنصورة بتقديم من تغدو سيوفه من عنق كل متوج من العدا قلادة جيده وناشر لواء العدل في رعايانا وإن بعدوا بمن تنيم كلا منهم في مهد الأمن والدعة يد مهابته وتمهيده ومعلي منار الجهاد في سبيله بمن إذا جرد سيفه في وغى تهللت نواجذ أفواه المنايا الضواحك بين تجريبه وتجريده .
نحمده على نعمه التي أيدت آراءنا بوضع كل شيء في مستحقة وقلدت سيف النصر من أوليائنا من يأخذه في مصالح الإسلام بحقه وجددت آلاءنا لمن إذا جارت الحتوف سيوفه إلى مقاتل العدا فاتها وفاقها بمزيتي كفايته وسبقه .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا تزال ألسنتنا ترفع منارها وسيوفنا تصلي من جحدها قبل نارها وآراؤنا تفوض مصالح جملتها إلى من إذا رجته لنصرة أنالها وإذا أسدى معدلة أنارها .
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أيده الله بنصره وجعله سابق من تقدم من الرسل على عصره وآتاه من الفضائل ما يضيق النطق عن إحصائه ومن المعجزات ما يحول الحصر دون حصره A وآله وصحبه الذين تمسكوا بهداه وهجروا في طاعته من عاداه ونهضوا في رضا الله تعالى ورضاه إلى مظان الجهاد وإن بعد مداه صلاة يشفعها التسليم ونبتغي إقامتها عند الله والله عنده أجر عظيم وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فإن أولى ما أعملنا في مصالحه الفكر وتدبرنا أحواله بكل رأي يسدده الحزم المروى ويؤيده الإلهام المبتكر وقدمنا فيه الاستخارة على ما جزم اليقين بأن الخيرة للإسلام والمسلمين في اعتماده وتمسكنا فيه بحبل التوفيق الذي ما زال تتكفل لنا في كل أمر بسداده وفي كل ثغر بسداده أمر الممالك