تسييرها ووقوفها وحلية طلائعها وصفوفها ويجلس في مواطن الجلوس صادعا بالحق في حكمه آمرا بإدامة التأنيب للعدو في أيام سلمه معطيا منصب النيابة الشريفة حقه من الجلالة موفيا رتبتها المنيفة ما يجب لها من أبهة المهابة وكفاءة الكفالة ولا يزال لمصالح الجيوش المنصورة ملاحظا وعلى إزاحة أعذارهم محافظا وإلى حركات عدو الإسلام وسكناته متطلعا وإلى ما يتعين من إبطال مكايده متسرعا ولبواطن أحوالهم بحسن الاطلاع محققا ولجموعهم بيمن الاجتماع للقائهم مفرقا فلا يضمرون مكيدة إلا وعلمها عنده قبل ظهورها لديهم ولا يسرون غارة إلا ورايتا خيله المغيرة أسبق منها إليهم .
وليكن لمنار الشرع الشريف معليا ولأقدار أربابه مغليا ولرتب العلماء رافعا ولأقوالهم في الأحكام الشرعية سامعا ولذوي البيوت القديمة مكرما ولأهل الورع والصلاح معظما وعلى يد الظالم ضاربا وفي اقتناء الأدعية الصالحة لدولتنا القاهرة راغبا ولجميل النظر في عمارة البلاد مديما وبحسن الفكر في أمور الأموال معملا رأيا بمصالحها عليما ولجهات البر بجليل العناية والإعانة عامرا وعن كل ما لا يجب اعتماده ناهيا وبكل ما يتعين فعله آمرا وفي كمال خلاله وأدوات جماله ما يغني عن الوصايا إلا على سبيل الذكرى التي تنفع المؤمنين وترفع المتقين وملاكها تقوى الله تعالى وهي من خصائص نفسه الكريمة وعوائد سيرته الحديثة والقديمة والله تعالى يسدده في القول والعمل ويؤيده وقد فعل إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة تقليد بكفالة السلطنة بالشام كتب بها للأمير سيف الدين تنكز الناصري في ربيع الأول سنة أثنتي عشرة وسبعمائة من إنشاء الشيخ