إليهم ويجمع بين إرهاب المعتدين وشدة الوطأة عليهم ويقف في أحكامه مع الشريعة التي أعلى الله تعالى منارها ويستضيء بأحكامها التي هي لأبصار النظار تعير أنوارها .
وكانت المملكة الشامية المحروسة من الممالك الإسلامية بمنزلة القوة في اليمين والواسطة في العقد الثمين والإدراك في الصدور والإشرق في البدور وبها الأرض المقدسة والحصون التي هي على نكاية الأعداء مؤسسة ولها الجيوش التي ألفت في الجهاد السرى وأنفت لسيوفها في الجفون الكرى ومرت على مقاتل العدا أسنتها وصرفت في مسالك الحرب أعنتها وراعت ملوك أهل الكفر سمعة أمرائها وحاطتها أمداد النصر في حروبها من بين يديها ومن ورائها وفيها من الأئمة العلماء الأعيان من يعدل دم الشهداء مداد أقلامهم ومن الأتقياء الصلحاء من لا تطيش دون مقاتل أهل الكفر مواقع سهامهم اقتضت آراؤنا الشريفة أن نمتع هذه الرتبة السنية بجمالها وأن نبلغ هذه الدرجة السرية بمن حوى هذه الأوصاف الفاخرة غاية آمالها ليصبح بها لواء عدلنا مرفوع الذوائب ومنهل فضلنا مدفوع الشوائب وكلمة جهادنا نافذة في المشارق والمغارب وقبضة بأسنا آخذة من أعداء الدين بالذرا والغوارب وطليعة كتائبنا مؤتمة بمن توقن الطير أن فريقه إذا ما التقى الجمعان أول غالب .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زالت صوارمه للشرك قامعة ومراسمه لمصالح الدين والدنيا جامعة أن تفوض إليه تفويضا يرفع علمه ويمضي في مصالح الإسلام سيفه وقلمه وينشر في آفاق الممالك الشامية عدله ويبسط على رعايا تلك الأقاليم المحروسة فضله وظله فيطلع في أفق المواكب هالة أهلتها وطراز حلتها وطلعة لوائها وواسطة عقود مقدمها وآرائها وزينة