ملته حتى رجعوا إلى الهدى وأنابوا صلاة لا تغيب أنواؤها ولا يفارق وجوه أهلها وقلوبهم رواؤها وإرواؤها وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإنه لما أجرنا الله عليه من عوائد نصره وأغرانا به من حصد الشرك وحصره ومنحنا من بسطة ملك زينت بها أسارير البسيطة وأسرتها ووهبنا من فواتح فتوح علت على وجوه الكفر مساءتها وبدت على وجه الإسلام مسرتها لم نزل نؤدي شكر نعم الله بالإحسان إلى عباده ونستزيد منها بتفويض أمورهم إلى من يقوم في الذب عنهم مقام الجيش على انفراده فلا نقدم على الرأفة بخلق الله أمرا ولا نحابي في بسط المعدلة عليهم زيدا ولا عمرا ولا نعدل بهم عمن إذا ركب في موكب نيابتنا زانه وجمله وإذا جلس على بساط عدلنا زاده وكمله وإذا رسم أمرنا أصغت السيوف إلى مراسمه وإذا نظر بعين عنايتنا ثغرا أهدى الشنب إلى مباسمه وإذا رام في مصالح الإسلام أمرا قرب على رأيه بعيده وإذا رمى في حماية الممالك عدوا سبق إلى مقاتله قبل السيوف وعيده وإذا جرد جيشا إلى أعداء الإسلام جرت قبل اللقاء ذيول هزائمها ورأت الفرار أمنع لها من صوارمها ونثلت ما في كنائنها من سهام ضعفت عن الطيران قوى قوادمها .
ولما كان الجناب العالي الفلاني هو معنى هذه الفرائد وسر هذه الأوصاف التي للشرك منها مصائب هي عند الإسلام فوائد وفارس هذه الحلبة التي أحرز قصب سبقها وكفء هذه الرتبة التي أخذها دون الأكفاء بحقها لا تأخذه في الحق لومة لائم ولا يأخذ أمر الجهاد إلا بجده وما ليل المجد بنائم يسري إلى قلوب الأعداء رعبه وهو في مكانه وتؤدي مهابته في نكاية الكفر فرض الجهاد قبل إمكانه ويشفع العدل في الرعايا بالإحسان