بيادره يتبادر والإقبال يتكاثر إقباله والمحل يتنازر ومزدرعاتها تعرف سيماها في وجوهها من أثر سجود الليل كزرع أخرج شطأه فاستازر فاقتضى حسن رأينا الشريف أن نطلق تصرفه فيما جاوره من الأعمال وأن نشغل له يمينا باليمين وشمالا بالشمال .
فخرج الأمر الشريف العالي لا زال يؤيد عز الدين ظهورا ويتم له في أعماله نورا أن يكون فلان كاشفا ووالي الولاة بالوجه القبلي بأجمعه معطله ومزدرعه وبره وبحره وعامره وقفره وأهل حضره وباديته وأصحاب زرعه وماشيته على عادة من تقدمه وقاعدته في ذلك ليأمن المقيم والسالك ويجمع على الطاعة من قبله هنالك وينتظم عقد عقائدهم المتهالك ويقوي الله أجره والشرع الشريف يكون نهيه وأمره والحكام والأحكام هما ما هما فليحفظ زمامهما ولينفذ إلى الأغراض سهامهما وليوصل الحقوق إلى أربابها ويسهل المطالب على طلابها ولينصف إنصافا لا يشتكى معه حيف وليقم المهابة حتى لا يقدر على التعدي طارق طيف وليجرد عزائمه فإن من العزائم ما هو أمضى من السيف وليحسن قرى النيل القادم في كل قرية فإنه ضيف .
فعليك بما نأمرك به من تعبئة صفوف الجسور لأمداده والاستعداد لمجر عوالي صواريه ومجرى جياده وتفقد قبل قدومه طريقه واترك عن ري البلاد تعويقه وأقم الجسور فهي قيام الجسور واحفر التراع فإنها تراعى وأسفر له عن عرائس قراها المجلوة وجوها كلما قسن له إصبعا يقيس ذراعا