الأموال منزها وإلى ما يصلح الأعمال من صالح الأعمال موجها وليغد في الأمور متثبتا ولذوي الفجور مشتتا ولسماع حجج الخصوم منصتا ولا يجعل لحلوله الأقاليم حينا مؤقتا بل يدخل المدينة على حين غفلة من أهلها وليبغت بحلوله هذه النواحي ليعلم ما هم عليه من ترك الفواحش أو فعلها وليقم بكل جهة من يعلمه بما يحتاج إلى علمه ويبكر له بما يفتقر أهل البلاد إلى الستر عنه وكتمه وليلحظ المحاسن والأدراك وليجعل لكل شارد من بطشة أسرع إدراك وقد رسمنا لولاة الأعمال المذكورة ومن فيها من نواب الأمراء والمشايخ بهذه الصورة وأن لا يجيروا مفسدا ولا يؤووه ولا ينزلوا خائنا ولا يحووه ولا يستروا مختفيا ولا يخبوه ولا يحلوا نازحا ولا يوطنوه بل يحضروه ولا يؤخروه ويمسكوه ولا يتركوه ويسلموه ولا يحموه ومن خالف هذا المرسوم أو اعتمد غير هذه الرسوم فهو لنفسه ظلوم وقد برئت منه الذمة وزالت عنه الحرمة وزلت قدمه وذهب ماله ودمه وقرئت مراسيمنا بذلك هنالك على منابر الجوامع وسمعها كل سامع وهم لك على امتثال أوامرنا مساعدون وعلى اجتناب نواهينا معاضدون وللإصلاح ما استطاعوا مريدون وقاصدون فلا تمكن أحدا من العربان ولا من الفلاحين أن يركب فرسا فإنما يعدها للخيانة مختلسا ولا يكون لها مرتبطا ولا محتبسا وكن لهم ملاقيا مراقبا فمن فعل ذلك فانتقم منه بما رسمنا معاقبا ولا تمكنهم من حمل السلاح ولا ابتياعه ولا استعارته ولا استيداعه وتفقد من بالأقاليم من تجاره وصناعه فخذ بالقيمة ما عند التجار واقمع بذلك نفس الفجار وأضرم نار العذاب على من أضرم لعمل ذلك النار وأمر كل فئتين متعادلتين بالمصالحة وأكفف بذلك يد المكافحة وحلف بعضهم لبعض بعد تحليف أكابرهم لنا