والي ولاة يجوس بنفسه خلالها ويدوس بخيله سهلها وجبالها ويفجأ مفسديها ويبغت معتديها ويخمد نفاقها ويحمد وفاقها وينصف ضعافها ويذهب خلافها ويزيل شكواها ويكف عدواها ويصلح فسادها ويوضح سدادها ويوصل حقوقها ويستأصل عقوقها ويواصل طروقها ويقابل بالعقاب فسوقها ويمنع باهتمامه أهواءها ويشفي بحسامه أدواءها .
ولما كان المجلس السامي الأميري الحسامي هو الذي عرف أحوالها وخبرها وولي من أقاليمها ما علم به مصالحها واعتبرها وعهدت منه الأمانة والكفاية وتحققت نهضته في كل عمل ويقظته في كل ولاية اقتضى حسن الرأي الشريف أن تفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بهذه الأعمال المذكورة والأقاليم كلها وأن ينتضي فيها حسامه الذي ينبغي أن يرتضى وينتضى لمثلها وأن يحل محله إذ اخترناه لأعلى رتب الولاة وأجلها وأن نصل أسباب النعمة لديه بهذه النعم التي كل ولاية فرع لأصلها .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زالت أيامه الشريفة تخص الرتب العلية بأهلها وتشمل ذوي الاهتمام بإحسانها وفضلها أن يفوض إلى المشار إليه ولاية الولاة بالوجه القبلي فليباشر ذلك بهمة تمضي في البلاد عزائمها ونهضة تسير إلى دانيها وقاصيها صوارمها وشهامة يدهش المتمردين قادمها ويفقد مواد الفساد من حسامها حاسمها .
ونحن نرسم له بأمور يلازمها ونوصيه بوصايا يداومها أن يكون بتقوى الله تعالى عاملا وللنصح باذلا وللشريعة معظما ولمراقبة الله تعالى مقدما وللحق متبعا وإلى الخير مسرعا وللمؤمنين مؤمنا وللمنافقين موهنا وللرعايا موطنا وللنزاهة مظهرا ومبطنا وعن الأبرياء كافا وعن الأتقياء عافا وعن