طباعهم عن ذلك وإن أبت عن التناقل فانتقامنا يتلو ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ) وقد علم أن الذي تتعاطونه من نفخ في البوق إنما هو كما قلتم للتذكار فاجتهدوا أن لا يكون لتذكار العجل الحنيذ الذي له خوار هذه وصايانا لك ولهم فقل لهم هذه موهبة الدولة وإحسانها إليكم ولطفها بكم وعاطفتها عليكم وبصرهم بذلك كلما تلا إحساننا إليهم ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) .
وهذه نسخة توقيع برآسة اليهود أيضا .
أما بعد حمد الله على أن جعل ملاحظة هذه الدولة القاهرة لجميع الملل ناظرة وإحسانها لا يغفل مصلحة لأولي الأديان غائبة ولا حاضرة والصلاة على سيدنا محمد الذي جعل ذمته وعهده وفيين لكل نسمة مؤمنة وكافرة فإن الله تعالى لما مد رواق عدل هذه الأيام الشريفة على كل معاهد من متقرب ومتباعد وساوى بينهم في النظر الذي صدق الرأي وصدق الرائد اقتضى جميلها أن يسهم لكل من أهل الذمة أوفر نصيب وأن لا يقال لأحد منهم من الإجحاف ما يريب وأن لا تكون أمورهم مضاعة ولا تعبداتهم مراعة ولا شرائعهم غير مصونة ولا أحكامهم عارية عن حسن معونة وكانت جماعة اليهود وإن كانوا أولي غي وصدق النصارى فيهم وصدقوا في النصارى من أنهم ليسوا على شي لا بد لهم من مباشر يأخذهم بالأمر الأحوط والناموس