البواقي المنكسرة والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أزال ظلام الظلم ونوره ومحا الجور وغيره وأيد الحق وأظهره وعلى آله البررة وصحبه خصوصا العشرة المبشرة فإن للدولة الشريفة من الأقلام ضابطا ولها من الحساب نظاما أصبح عليها سياجا وحائطا يصون الأموال أن تكون بأيدي الخائنين نهبى ويحرز المطلقات بعدا وقربا وقلم الاستيفاء هو الذي إذا طاشت أقلام الكتاب كان في رأسها لجاما وإذا خصم المباشرون بالمصروف قبل السائغ الصحيح ورد ما كان سقيما وخرج ما لم يكن تماما .
ولما كان فلان هو الذي في الرئاسة كبير معروف وفي السعادة حميد موصوف وفي قلمه تصحيح كل مصروف وله في الدولة آثار مرضية تشكرها الأقلام والسيوف ما نظر في حساب إلا أزال عنه ما به يعاب ولا رأى فذالك إلا وأوضح فيها المسالك ولا عرض باقي إلا استخرج ما يتعين استخراجه بقلمه الراقي وفهمه الواقي فلذلك رسم أن يستقر .
فليباشر هذه الوظيفة بتحريره وتحبيره وتمييزه وتثميره وتوفيره وتكثيره وإيراده وتصديره وتسهيله وتيسيره وإزالة تعسيره وإذا أمسك دفاتره أظهر مآثره وإذا نسيت الجمل أبدى تذاكره والعمدة على شطبه في الحسبانات الحاضرة فلا يخرج من عنده شيء بغير ثبوت فإن التواقيع الشريفة والمراسيم الشريفة هي كالأمثال سائرة ولا يتخذ المعين إلا الأمين ولا يستعين إلا بمن هو مأمون اليمين والوصايا كثيرة وهو غني عن التبيين فليتق الله رب العالمين وليستجلب لنا الأدعية من الفقراء الصالحين فإن صدقاتنا الشريفة تنعم عليهم بمرتبات وأرزاق ونعم وأطلاق فليسهل عليهم الصعب في كل