ومقدماته المبسوطة إجمالها يغني عن التفصيل ومشارقه النيرة لا يأفل طالعها ومداركه الحسنة لا يسأم سامعها وتهذيبه المهذب جامع الأمهات وجواهره الثمينة لا تقاوم في القيمة ولا تضاهى في الصفات اقتضى حسن الرأي الشريف أن ننوه بذكره ونقدمه على غيره ممن حاول ذلك فامتنع عليه ( والله غالب على أمره ) .
فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري الزيني لا زالت مقاصده الشريفة في مذاهب السداد ذاهبة ولأغراض الحق والاستحقاق صائبة أن يستقر المجلس العالي المشار إليه في تدريس المدرسة الصلاحية بمصر المحروسة المعروفة بالقمحية عوضا عن فلان الفلاني على عادة من تقدمه .
فليتلق ذلك بالقبول ويبسط في مجالس العلم لسانه فمن كان بمثابته في الفضل حق له أن يقول ويطول وملاك الأمر تقوى الله تعالى فهي خير زاد والوصايا كثيرة عنه تؤخذ ومنه تستفاد والله تعالى يبلغه من مقاصده الجميلة غاية الأمل ويرقيه من هضاب المعالي إلى أعلى مراتب الكمال وقد فعل والاعتماد على الخط الشريف أعلاه الله تعالى أعلاه حجة بمقتضاه إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة توقيع أيضا بتدريس المدرسة الصلاحية المذكورة أنشأته للقاضي شمس الدين محمد ابن المرحوم شهاب الدين أحمد الدفري المالكي في شعبان سنة خمس وثمانمائة وهو .
الحمد لله مطلع شمس الفضائل في سماء معاليها ومبلغ دراري الذراري النبيهة الذكر بسعادة الجد غاية غيرها في مباديها وجاعل صلاح الدين أفضل