وانظر في أمور أنسابهم نظرا لا يدع مجالا للريب ولا يستطيع معه أحد أن يدخل فيهم بغير نسب ولا يخرج منهم بغير سبب وساوق المتصرفين في أموالهم في كل حساب واحفظ لهم كل حسب وأنت أولى من أحسن لمن طعن في أسانيد هذا الحديث الشريف أو تأول فيه على غير مراد قائله تأديبا وأراهم مما يوصلهم إلى الله تعالى وإلى رسوله طريقا قريبا ونكل بمن علمت أنه قد مالأ على الحق أو مال إلى فريق الباطل فرقا وطوى صدره على الغل وغلب من أجله على ما سبق في علم الله تعالى من تقديم من تقدم حنقا وجار وقد أوضحت لهم الطريقة المثلى طرقا واردعهم إن تعرضوا في القدح إلى نضال نصال وامنعهم فإن فرقهم كلها وإن كثرت خابطة في ظلال ضلال وقدم تقوى الله في كل عقد وحل واعمل بالشريعة الشريفة فإنها النسب الموصول الحبل .
واعلم أن المقر الشهابي بن فضل الله قد ذكر في التعريف عدة وصايا لجماعة من أرباب السيوف لم يكتب لأحد منهم في زماننا بل رفض استعمالها وأهمل ونحن نذكرها حفظا لذكرها واحتياطا أن يقتضي الحال في زمن كتابة شيء منها .
إحداها وصية أتابك المجاهدين .
وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أن أصله أطابك بالطاء المهملة ومعناه الأب الأمير وأن أول من لقب بذلك زنكي أطابك صاحب الموصل ثم غلبت فيه التاء المثناة بدل الطاء وهي .
وأنت ابن ذلك الأب حقيقة وولد ذلك الوالد الذي لم تعمل له إلا من