الأزمان باقيا ولازم بعد رضا الله تعالى رضا ملكه ففاز بأشرف المآثر في الحديث والقديم وتأسى في تعريفه بنفسه بيوسف عليه السلام فقال ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) اقتضى حسن الرأي الشريف تنويهنا بذكره وتقديمه على غيره ممن رام هذه الرتبة فحجب دونها ( والله غالب على أمره ) .
فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري الزيني لا زال يجمع لأوليائه شمل المعالي ويرقي أصفياءه في درجات العز على ممر الأيام والليالي أن تفوض إلى المشار إليه الإشارة الشريفة التي هي أسنى المقامات وأعلاها وأقصى المرامات لدينا وأغياها مع ما انضم إلى ذلك من النظر في الوزارة الشريفة التي جل قدرها وعلا في المناصب ذكرها والخاص الذي اختص بمهماتنا الشريفة والديوان المفرد الذي غمر من ممالكنا السعيدة ذا الوظيفة وغير ذي الوظيفة وتعلقات المملكة شرقا وغربا ولوازمها المفترقة بعدا وقربا .
فليتلق ما فوض إليه بيمينه التي طالما ربحت في الطاعة صفقتها ويقابله بالقبول الذي محله من القلوب مهجتها مقدما تقوى الله تعالى فيما خفي من مقاصده وظهر مؤثرا رضاه في كل ما يأتي ويذر معتمدا في المصالح اعتماد ذي اليقظة الساهر آتيا من غرائب الرغائب بما يحقق قول القائل كم ترك الأول للآخر .
والوصايا كثيرة ومن بحره تستخرج دررها ومن سوابق آرائه تستوضح