من مطامح النصر النائية كل بعيد موكلا بحركات العدو وسكناته جفنا لا يألف الغرار وسيفا لا يعرف القرار وعزما لا يرضى من عدوه دون اصطلامه الفرار فلا تزال جيوش الإسلام بجميل تعاهده مزاحة العوائق مزالة العلائق لا مانع لها عن الركوب ولا قاطع عن الوثوب قد أعدتها عزائمه فكل زمانها بالتأهب للقاء وقت إمكانه وأمدت بأسها صوارمه فهي لا تسأل عن عدد عدوها بل عن مكانه مقيما منار العدل الذي هو أساس الملك ودعامته ورأس الحكم بأمر الله في خلقه وهامته ونور الخصب الكافل بمصالح العباد والبلاد وعامته ناشرا له في أقطار الممالك ماحيا بنور إقامته آية ليل الظلم الحالك معاضدا أحكام الشريعة المطهرة بالانقياد إليها والاعتماد في الحل والعقد عليها والاحتفال برفع منارها فإن ذلك من أفضل ما قدمته الدول الصالحة بين يديها مقدما عمارة البلاد على كل منهم فإنها الأصل الذي تتفرع عنه المصالح على افتراقها والمادة التي تستطيل الجيوش الإسلامية على العدا بتوسعها في إنقادها وإنفاقها والأسباب التي تعين الغيوث على نماء ما بسط الله لعباده من أرزاقها وآكد مصالحها الرفق الذي ما كان في شيء إلا زانه والعدل الذي ما اتصف به ملك إلا حفظه وصانه فقد جعلنا أمره في ذلك جميعه من أمرنا المطاع واقتصرنا عن ذكر الوصايا بما في خصائصه الكريمة من حسن الاضطلاع وجميل الاطلاع واكتفينا بما في خلائقه الجميلة من محاسن لو تخير نفسه لم يزدها على ما فيه من كرم الطباع والله تعالى يؤيده وقد فعل ويجعل ركنه من أثبت قواعد الدين وقد جعل إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة تقليد بكفالة السلطنة أيضا وهي