الظاهرة وسلك هذه النجوم الزاهية بل فلك هذه الدراري الزاهرة تحلق صوادح البراعة فتقع دون أوصافه بمراحل وتغوص سوابح اليراعة فيلقيها العجز عن استخراج درر نعوته بالسواحل فأوصافه تذكر على وجه الإجمال لضيق نطاق الفصاحة عن تفصيلها ومناقبه تشكر بلسان الإجماع لعجز ألسنة الأقلام عن بلوغها إلى غايتها ووصولها فلذلك اقتضت آراؤنا الشريفة أن نفسح مجال الهدى بتفويض إيالة الممالك إليه وأن نقطع آمال العدا بالاعتماد في زعامة الجيوش الإسلامية عليه وأن نقر عيون الرعايا بإلقاء مقاليد العدل والإحسان إلى يديه وأن نصون عقائل الممالك من مهابته بما يغدو سورا لعواصمها وسوارا لمعاصمها وشنبا تفتر ثغورها عن بروقه أو لهبا يقطع طريق أمل العدا عن تخيل خيالها في طروقه ليعتضد الدين منه بركنه ويتغلب على الشرك في حالتي حربه ووهنه ويتقلب كل من رعايانا بين وهاد يمنه ومهاد أمنه رسم بالأمر الشريف لا زال ملكه علي الأركان راقيا من أفق النصر إلى أعلى مكانة وأرفع مكان أن تفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بالديار المصرية والممالك الإسلامية على أكمل العوائد وأجمل القواعد تفويضا تمضي أحكامه في الممالك الإسلامية شرقا وغربا وبعدا وقربا فلا يخرج منها شيء عن أوامره وأحكامه ولا يعدل في سلمها وحربها عن حكمي سيوفه وأقلامه .
فليستقر في هذه الرتبة العالية استقرار الأركان المواكث والأطواد اللوابث والأصول النوابت والنجوم الثوابت مؤثلا قواعدها برأيه السديد ورايته معوذا كمالها بسيف النصر وآيته مبتدئا في إعلاء منارها من العدل بأقصاه ومن الإحسان بغايته مكثرا أعداد الجيوش الإسلامية برأيه السعيد مقربا