مضجع الأمن ومهاده وحكم بإحلالهم نجود الاتحاد على المصالح وإجلالهم عن وهاده وحمى سوام أموالهم من مشروب ورد أجاج ومرعى نبت وخيم وجباهم من رسوم الإحسان وعوائده مالا ينطق لسان على زوائده بترخيم وملا آمال الأعداء عن التطرق إليه إخفاقا ورد نصول سهام مكايدهم عنه على ما عهد من فضل الله سبحانه أفواقا إذ كان من أجل الثغور الإسلامية أوزارا وأسبقها إلى غاية التفضيل ابتدارا وأكثرها بمن حواه من صدور الدين وأئمة المسلمين افتخارا وأفضلها محلا ولم يزل مفزع السفار من كل جهة رسلا وتجارا أوجب أن نسند ولايته ونرد كلاءته إلى من يجري في التدبير على حكم سياسته المعلوم الحسني الآخذ بيد المظلوم ويقوم بحسن التفويض والائتمان ويعطي بدل السلامة من حقوق انتقامه عهدة الأمان ويسلك فيما يعدق به طريق السداد ويلزم نهجه ولا يمكن أن يكون له على غير الصواب معاج ولا عرجة ويأخذ في كل أحواله بوثائق الحزم وتحل له أعماله الصالحة من مثوى المنازل الرفيعة ما هو على غيره من الحرام الجزم .
ولما كان الأمير المعني بهذا الوصف الواضح البيان المتكافئة في ذكر مناقبه شهادة السماع والعيان الكاليء ما يناط به بقلب ألمعي وطرف يقظان الحال من الورع في أسمى مكان وأعلى مظان الجامع في إقامة شرع الإخلاص بين الفرائض والسنن الموفية عزائمه على مضارب المهندة التي لا تقي منها مانعات الجنن الفائح من نبئه ما تؤثر صحاح الأنباء عن عليل نسيمه الجدير بما يزف إليه من عقائل جزيل الإنعام وجسيمه وقد أبان في ولايته بمطابقته بين شدته ولينه وإقامة منار الإنصاف المعرب عن امتداد باعه في الحرب وانقباض يمينه وإروائه كافة أهلها من نمير العون على استتباب الأمور ومعينه خرج أمر الملك العادل بتقليده ولاية ثغر الإسكندرية حماه الله تعالى والبحيرة