لا تكل الأمر في شيء من ذلك إلى غير ذي ذمة بمفرده ولا إلى من ليس بذي خبرة لا يعلم مشقي التصرف من مسعده وقد جعلنا لك النظر على جميع النواحي الجارية في ديواننا بالوجه البحري خاصة لتنظر في أمرها وتزجر أهل الجنايات بها وتفعل فيها كل ما يحمد به الأثر ويطيب بسماعه الخبر .
فتقلد ما قلدت وقم حق القيام بما إليه ندبت واعمل فيه بتقوى الله في سرك وجهرك وقدم الخوف من الله على جميع ما تأتيه أو تذره من أمرك وتسلمه شاكرا لما أسديناه إليك متمسكا بما أوجبناه عليك فإن الشكر يوجب مزيدك ويكثر عديدك .
وهذه نسخة بولاية النستراوية وهي .
من عادتنا في التدبير وشيمتنا وسنتنا في السياسة وسيرتنا إسباغ المواهب والنعم وتنقيل عبيدنا في مراتب الخدم استرشادا بأسلافنا الملوك واقتداء واستضاءة بأنوارهم المشرقة واهتداء .
ولما كنت أيها الأمير ممن عرفت بسالته واشتهرت شجاعته وصرامته واستحق أن يلحظ بعين الرعاية وأن يشرف بالارتضاء للتعويل عليه في ولاية رأينا وبالله توفيقنا استخدامك في ولاية الأعمال النستراوية وخرج أمرنا إلى ديوان الإنشاء بكتب هذا السجل بتقليدك ذلك وتضمينه ما تعتمد عليه وتنتهي إلى الممثل لك فيه .
فتقلد ما قلدته عاملا بتقوى الله فيما تسره وتعلنه معتمدا فيها غاية ما يستطيعه المكلف ونهاية ما يمكنه فالله تعالى يقول إرشادا للمؤمنين وتفهيما