إن أولى من ولي الأعمال وتعلقت بكفايته الآمال وعدقت به المهمات وأسندت إليه الولايات من نطقت بمعدلته الألسنة وانتفت عن عين خبرته السنة وكان حسن السياسة لرعيته كثير العمارة مدة توليته شهما في استخراج الحقوق من جهاتها صارما في ردع المجرمين عن زلات النفس وهفواتها حسنة سيرته خالصة مناصحته وسريرته .
ولما كنت أيها الأمير فلان أدام الله تأييدك وتسديدك وحراستك وتمهيدك أنت المتوشح بهذه الصفات الحسان المتصف بما تقدم من الشرح والبيان الذي نطقت شمائلك بشهامتك وشهدت مخايلك بنباهتك خرج الأمر الفلاني بأن تتولى مدينة سمنود وضواحيها وما هو معروف بها ومنسوب إليها بشرط بسط العدل ونشره وإعباق عرف الحق ونشره وأن تخفف الوطأة عنهم وتفعل ما هو أولى وتعلم أنك تسأل من الله تعالى في الأخرى ومنا في الأولى وأن تصون الرعايا وتجتلب لنا أدعيتهم وتعاملهم بما يطيب نفوسهم ويبلغهم بغيتهم حتى يتساوى في الحق ضعيفهم وقويهم ورشيدهم وغويهم ومليهم ودنيهم وأن لا تقيم الحدود على من وجبت عليه إلا بمقتضى الشرع الشريف والعدل المنيف وأن تشد من نواب الحكم العزيز وتفعل في ذلك فعل المهذب ذي التمييز وأن تحسر عن ساعد الاجتهاد في الجمع بين استخراج جميع الحقوق الديوانية والعمارة وتجعل تقوى الله هي البطانة لك والظهارة وأن تبذل النهضة في استخراج الأموال وتحصيل الغلال على التمام والكمال بحيث لا يتأخر منها الدرهم الفرد ولا القدح الواحد وتفعل في ذلك فعل المشفق المشمر الجاهد وأن تديم مباشرتك للأقصاب في حال برشها وزراعتها وتربيتها وحملها واعتصارها وطبخها وتزكية أثمارها بحيث