تقدمت ولايتك هذه الأعمال فقصدت منها قصدا سديدا وألحفت الرعايا ظلا من الأمنة مديدا خرج الأمر بإيداع هذا المنشور ما أنعم به عليك من إعادتك إلى ولايتها فبالغ في استيضاح الأنباء وكشفها ورفع الونية في ذلك وصرفها ووكل به عزمة لا تلم سنة بطرفها وانته فيه إلى غاية تضيق سعة القول بوصفها وتابع في تسيير الطلائع وندبها وعول من كل قبيلة من العربان المستنهضين على شهمها وندبها واجتهد في حفظ الطرقات والمناهل واستنهض للتحرز عليها من هو عالم بها غير جاهل وتحفظ من جلل يتطرق والعياذ بالله على البلاد وخلل يتخللها وانتض لهذه المهمات بصارم حد تسلم مضاربه من عجز يفللها ولا تبق ممكنا في إنفاذ المتخبرين وإرسال من يغير على بلاد العدو من الخبيرين بما أن هذه سبيل المتدربين وألزم أرباب الحدود من جميع الأقطار حراسة حدودهم وخذهم باستنفاد وسعهم في الاحتياط واستفراغ مجهودهم وطالع بما يورد قبلك وأنه ما يزيح بسرعة إجابتك عنه في الخدمة عللك فاعلم هذا واعمل به إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة بولاية المرتاحية وهي .
خرج الأمر بكتب هذا المنشور وتضمينه إن من أظهر خلاصة جوهره السبك وارتفع في إشكائه بالإنصاف عن كل شاك الشك وحصل عنده من الخلال الزكية نظم لا ينحل وعقد لا ينفك وأوفى على التقدير والظن في التدبير المفرج به عن الرعية الضنك استوجب أن تسند إليه حمايتهم وتجعل إليه كلاءتهم .
ولما كنت أيها الأمير ممن أحمد عند بحر عزمه وتجريب نصل حزمه واعتبار فصل مقالته واختبار أصل أصالته وشكر استمراره على الاتصاف بمحض الولاء واستدراره أخلاف غرر الآلاء واستثماره أصناف جنى الثناء