مجتبي الإمام فخر الأنام وليست هذه النعوت مما تزيد مكانه عرفا ولا تستوفي من أوصافه وصفا وإن عدها قوم جل ما يدخرونه من الأحساب ومعظم ما يخلفونه من التراث للأعقاب ولا يفخر بذلك إلا من أعدم من ثروة شرفه ورضي من الجوهر بصدفه وأنت فغير فاخربه ولا بما ورثته من مجد أبيك الذي أضحت الأيام به شهودا والجدود له جدودا وغدا وكأن عليه من شمس الضحى نورا ومن الصباح عمودا وقد علمت أنه كان إليك نسب المكارم وسيمها وكان ما بلغه منها أعظم ما بلغه من دنياه على عظمها لكنك خلفت لنفسك مجدا منك ميلاده وعنك إيجاده وإذا اقترن سعي الفتى بسعي أبيه فذلك هو الحسب الذي تقابل شرفاه وتلاقى طرفاه وغض الزمان عنه طرفه كما فتح بمدحه فاه وإذا استطرفت سادة قوم بنيت بالسؤدد الطريف التليد ولقد صدق الله لهجة المثني عليك إذ يقول إنك الرجل الذي تضرب به الأمثال والمهذب الذي لا يقال معه أي الرجال وإذا وازرت مملكة فقد حظيت منك بشد أزرها وسد ثغرها وأصبحت وأنت صدر لقلبها وقلب لصدرها فهي مزدانة منك بالفضل المبين معانة بالقوي الأمين فلا تبيت إلا مستخدما ضميرك في ولائها ولا تغدو إلا مستجديا كفايتك في تمهيدها وإعلائها .
ومن صفاتك أنك الواحد في عدم النظير والمعدود بألف في صواب التدبير والمؤازر عند ذكر الخير على الإعانة وعند نسيانه على التذكير ولم ترق إلى هذه الدرجة حتى نكحت عقبات المعالي فقضيت أجلها وآنست من طور السعادة نارا فهديت لها ولم تبلغ من العمر أشده ولا نزع عنك الشباب برده بل أنت في ريعان عمرك المتجمل بريعان سؤدده المتقمص من سيما