يؤتمن على مثله إلا الأمين وتفوض إليه من حجج الخصوم المرفوعين إليك ما لا يفوض إلا لذي العفاف والدين وأن تتفقد مع ذلك أمره وتتصفح عمله وتشرف على ما تحت يديه بما يؤديك إلى إحكامه وضبطه ويؤمنك من وقوع خلل فيه وأن تختار لحجابتك من لا يتجهم الخصوم ولا يختص بعضها دون بعض بالوصول وتوعز إليه في بسط الوجه ولين الكنف وحسن اللفظ ورفع المؤونة وكف الأذى .
فتقلد ما قلدناك من ذلك عاملا بما يحق عليك لله جل وعز ذكره ومستعينا به في أمرك كله فإنا قلدناك جسيما وحملناك عظيما وتبرأنا إليك من وزره وإصره واعتمدنا عليك في توخي الحق وإصابته وبسط العدل وإفاضته واقبض لأرزاقك وأرزاق كتابك وأعوانك ومن يحجبك ولثمن قراطيسك وسائر مؤنك في كل شهر أربعين دينارا فقد كتبنا إلى عامل الخراج بازاحة ذلك أوقات استحقاقك إياه ووجوبه لك وإلى عامل المدينة بالشد على يدك والتقوية لأمرك وضم العدة التي كانت تضم إلى القضاة من الأولياء إليك وهما فاعلان ذلك إن شاء الله تعالى .
الحالة الثالثة ما كان عليه الأمر في زمن بني أيوب .
وكانوا يسمون ما يكتب عن ملوكهم من الولايات لأرباب السيوف والأقلام تقاليد وتواقيع ومراسيم وربما عبروا عن بعضها بالمناشير وهي في الافتتاحات على ثلاث مراتب .
المرتبة الأولى أن تفتتح الولاية بخطبة مبتدأة بالحمد لله تعالى ثم يؤتى بالبعدية ويذكر ما سنح من حال الولاية والمولى ويوصى المولى بما يليق بولايته ثم يقال وسبيل كل واقف عليه من النواب العمل به أو نحو ذلك .
وهي على ثلاثة أصناف .
الصنف الأول أرباب السيوف من هذه المرتبة