والشريف عند فصله وشفاء العلل الذي يذهب بكل ما في صدر من علة ومشرع الإنصاف الذي يفضي إلى الظمأ فيض سجله وموعد الخلائق يوم تطوى السماء كطي سجله ومظهره ليظهر به هذا الدين على الدين كله والآمر فيما أشكل منه بالتعريج إلى مستنبطه من أهله وجاعل الأئمة الهادين الحجج على من رجع إلى قياس عقله أو تقليد جهله وأحد الثقلين الذي يخفف عن كل غارب كل ثقله وأخوه الكتاب فلن يفترقا حتى يردا الحوض يوم نهله وعله وصراطه المستقيم الذي من أتى اليوم فيها بزلة رأيه أتى غدا بزلة فعله ومنار الأنوار المضروب على طرق الساري في ليل الضلال وسبله وسبب العصمة التي أشار فيها إلى الاعتصام بحبله وصلى الله على جدنا محمد الذي عظم به جدنا واعتلق بسببه مجدنا ووجب به على كل من واد الله ورسوله ودنا وأورثنا من علمه ما حاز لنا شرفي الدين والدنا وحلم به نجير من ضاقت به المذاهب فرجا فرجا وحكمه المشركون فيما شجر بينهم فلم يجدوا في أنفسهم بما قضى حرجا وعلى أخيه وابن عمه القائم مقامه بفصل حكمه وفضل علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي حرز له من المكرمات لبابها وطابت بغبار حلمه إقامة الألباب وإلبابها وميزه على الكافة بقوله أنا مدينة العلم وعلي بابها وشهد طورا بأنه أفتاهم فعلم أنه أقربهم به شبها وفي مدى الفضل أقصاهم وعلى الأئمة من ذريتهما الذين أنعموا فأجزلوا وحكموا فعدلوا وحملوا ثقل الأمانة فحملوا وجاهدوا في سبيل الله فعلوا بما فعلوا واستوجبوا الحمد بما أولوا والأجر بما ولوا صلاة مأمونة من الشبهات متوضحة الشيات .
ولما كان حكم الصواب في الحكم بين الناس أن يختار من بان صوابه واتضح وبان عنه حكم الهوى الذي فضح وأصغى ضميره إلى لسان الحق الذي فصح وعرض جوهره على محك النقد فصح وميز بينه وبين الرجال فثقل وزنا ورجح واحتج به الإسلام على من نوى مناواته فنجح وولي الأحكام بين