الهوى على العقل ولا القسط على العدل إيثارا لأمر الله D حيث يقول ( فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) .
وأمره أن يقابل ما رسمه أمير المؤمنين وحده لفتاه برجوان من إعزازه والشد على يده وتنفيذ أحكامه وأقضيته والقصر من عنان كل متطاول على الحكم والقبض من شكائمه بالحق المفترض لله جل وعز ولأمير المؤمنين عليه من ترك المجاملة فيه والمحاباة لذي رحم وقربى وولي للدولة أو مولى فالحكم لله ولخليفته في أرضه والمستكين له لحكم الله وحكم وليه يستكين والمتطاول عليه والمباين للإجابة إليه حقيق بالإذالة والنهوض فليتق الله أن يستحيي من أحد في حق له ( والله لا يستحيي من الحق ) .
وأمره أن يجعل جلوسه للحكم في المواضع الضاحية للمتحاكمين ويرفع عنهم حجابه ويفتح لهم أبوابه ويحسن لهم انتصابه ويقسم بينهم لحظه ولفظه قسمة لا يحابي فيها قويا لقوته ولا يردي فيها ضعيفا لضعفه بل يميل مع الحق ويجنح إلى جهته ولا يكون إلا مع الحق وفي كفته ويذكر بموقف الخصوم ومحاباتهم بين يديه موقفه ومحاباته بين يدي الحكم العدل الديان