وأعمل فيها بتقوى الله التي إذا أظلمت الخطوب طلعت في ليلها فجرا قال الله عز من قائل ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ) .
واشمل أهل هذه الولاية بالمماثلة بينهم فيما كان حقا ولا تجعل بين الشريف والمشروف في الواجب فرقا وأمر بالمعروف وابعث عليه وانه عن المنكر وامنع من الإجراء إليه وأقم الحدود مستمرا في إقامتها على العادة ومتوقيا من نقص ما يؤمر به منها أو زيادة واصرف النصيب الأجزل الأوفر الأكمل إلى الاستيقاظ للعدو المخذول المجاور لك والبحث عن أخباره وعمل المكايد له ومواصلته بما يديم مخافته ووجله واغزه في عقر داره واقصده بما يقضي بخفض مناره ولا تهمل تسيير السرايا إليه وإطلاع الطلائع بالمكاره عليه واعتمده بما يشرد عنه لذيذ منامه وازرع في قلبه خوفا يهابك به في يقظته وفي أحلامه وافعل في أمر من يجرد إليك من عسكر البدل المنصور في تقرير نوب المناسر ولتتخير لها كل متوثب على الإقدام متجاسر ما تقتضيه الحال مما أنت أقوم لمعرفته وأهدى الناس في سبيله ومحجته ووفر حظ القاضي المكين متولي الحكم والمشارفة من إعزازك وإكرامك واشتمالك واهتمامك ورعايتك ومعاضدتك والعمل في ذلك بما هو معروف من سياستك ومشهور من رياستك وكذلك المستخدم في الدعوة الهادية ثبتها الله تعالى فاعتمده بما يعز أمره ويبسط أمله ويشرح صدره وضافر على أمر المال ووفور الاستغلال والعمل في ذلك بما فيه أكبر حظ للديوان واجر على ما هو مشهور عنك في ولايتك من حسن السياسة والعمل بقضايا المصلحة والتبتل لما تستقيم به أمور الخدمة وحفظ أهل السلامة وأرباب الدين وإعمال السيف في مستوجبيه من المفسدين والمتمردين مما أنت أنفذ الولاة فيه وأعلمهم بما