سواحل الشام ولم يبق معهم إلا ساحل عسقلان وما قاربه وكان مقر الولاية بها في عسقلان .
وهذه نسخة سجل بولايتها وهي .
أما بعد فإن أولى ما وفر أمير المؤمنين حظه من العناية والاشتمال واعتقد العكوف على مصالحه من أشرف القربات وأفضل الأعمال وأسند أمره إلى من يستظهر على الأسباب المعيية بحسن صبره وعدق النظر فيه بمن لا يشكل عليه أمر لمضائه ونفاذه ومعرفته وخبره ما كان حرزا للمرابطين ومعقلا وملتحدا للمجاهدين وموئلا وموجبا لكل مجتهد أن يكون لدرجات الثواب مرتقيا متوقلا عملا بالحوطة للإسلام الذي جعله الله في كفالته وضمانه وتماديا على سياسته التي أقر بفضلها إقرار الضرورة كافة ملوك زمانه وحرصا على الأفعال التي لم يزل مقصودا فيها بألطاف الله تعالى وتوفيقه وتبتلا للأمور التي أرشده الله سبحانه في تدبيرها إلى منهج الصواب وطريقه ومضاعفة من الحسنات عند أوليائه أهل الحق وحزبه وفريقه .
ولما كانت مدينة عسقلان حماها الله تعالى غرة في بهيم الضلال والكفر وحرما يمتاز عن البلاد التي كلمها الشرك بالناب والظفر وهو من أشرف الثغور والحصون وأهله أنصار الدين القيم المحفوظ المصون وكنت أيها الأمير من أعيان أمراء الدولة وكبرائهم ووجوه أفاضلهم ورؤسائهم ولك في الطاعة استرسال الأمن في مواطن المخاوف وفي الذب عنها وحمايتها مواقف كريمة لا توازى بالمواقف وقد وصلت في ولائها القديم بالحديث والتالد بالطريف وحين وليت مهمات استنجد فيها بعزمك واستعين عليها بحزمك تهيب الأعداء فيها ذكر اسمك وكان من آثارك فيها ما شهر غفلها بوسمك فلا يباريك مبار إلا