المؤمنين وإرادته واستمر أمر المملكة بمباشرتك على أحسن قانونه وعادته وشملت الميامن والسعود أتم اشتمال على تفصيله وجملته وانحسمت الأدواء وذلت بسطوتك الأعداء وزالت في أيامك المظالم والإعتداء وحسنت بأفعالك الأمور وظهر بك الصلاح وكان قبل وزارتك قليل الظهور فانبسطت الآمال واتسقت الأعمال وأقمع الضلال وأمنت الأهوال وخلصت من الرأي السقيم وحظيت بالملك العقيم وغدا جندها ورعاياها ببركة رأيك في النعيم المقيم .
فلما رمقتك عين الكمال وألهب قلوب حسدتك ما أوتيته من تمام الخلال تكاثر من يحوك المكايد وتظافر عليك المنافس والمعاند ورنت إليك إساءة من عاملته بالإحسان وعدت عليك خيانة من ائتمنته أتم ائتمان وتم له المراد بوفائك وغدره وسلامة صدرك ومكره واتفاق ظاهرك وباطنك ومباينة سره لجهره فكان ماهونه في نفسه سلامة النفس وأكبر الولد ومنح في إسداده نعما لا تنحصر بعدد وأفظع ما كان فيه ما أصيب به ولدك الأكبر Bه الذي أصيب وهو مظلوم ولو لم يصب لم يمتنع من الأجل المحتوم فربحت بما نالك ثوابا واستفتح لك الحظ من النصر على الباغي بابا واغتصب الغادر ما لا يستحق ورآه أمير المؤمنين بصورة المبطل ورآك بصورة المحق وهدتك السعادة إلى العمل بسيرة الأنبياء في الانحياز عن الأعداء والتباعد عن أهل الغي والاعتداء فانسللت من الغواة انسلال الصارم من غمده وتواريت من العتاة تواري النار في زنده وقطعت المفاوز مصاحبا للعفر والعين حتى حللت بربوة ذات قرار ومعين وإن أمير المؤمنين يمدك في ذلك بدعائه ويعدك لتدبير دولته