المعجز البديع واستطال إعجازه وبهر وأطلع نور الإسلام واشتهر في المشارق والمغارب إشراقه وظهر وعلى أخيه وابن عمه أبينا علي بن أبي طالب سيف الله الذي شهره على الكفر وسله وكفله إعزاز الدين فأعظمه بجهاده وأجله وقرع بعزه صفاة الإلحاد فأزاله بعزه وأذله وقصد الأصنام وأرغم من استغواه الشيطان باتباعها وأضله وعلى الأئمة من ذريتهما أعلام الدين وهداة المتقين وموضحي سبيل الحق لأهل اليقين وموصلي الأنوار الدينية إلى بصائر المؤمنين صلاة تتكرر وتتردد وتدوم مدى الأيام وتتجدد .
وإن أمير المؤمنين لما اختصه الله به من المنصب الشريف وسما به إليه من المحل الشامخ المنيف وفوضه إليه من تدبير خلقه وأفرده به من اتباع أمره والقيام بحقه وناطه به من المحاماة عن الملة الحنيفية والاجتهاد في أن يشمل أهلها بالحالة السنية والعيشة الهنية وإعانته في إظهار شعارها وتأييده في إظهار علوها على الملك واقتدارها يبذل جهده في الاستعانة بمن تقوم به حجته عند الله بالاعتماد عليه ويتوثق لنفسه في اختيار من يقوم برضا الله في إسناد الأمور إليه ويحرص على التفويض لمن يكفي في التدبير وتحيط غاية نظره بالصغير من رجال الدولة والكبير تقربا إلى الله بالعمل فيما ولاه بما يرضيه وازدلافا باتباع أمره في كل ما ينفذه ويمضيه .
وقد كان أمير المؤمنين تصفح أولياء دولته وعظماء مملكته وأكابر شيعته وأنصار دعوته فوجدك أيها السيد الأجل أكملهم فضلا وأقلهم مثلا وأتمهم في التدبير والسياسة إنصافا وعدلا وأحقهم بأن تكون لكل رياسة وسيادة أهلا ففوض إليك في أمور وزارته وعول عليك في تدبير مملكته وجمع لك النظر فيما وراء سرير خلافته فجرت الأمور بمقاصدك السعيدة على إيثار أمير