مستغرب وأنالهم من كل غريب إذا أورد قصصه أطرب ومكنهم من نواصي الأعداء وشملهم بعناياته في الإعادة والإبداء وضمن لهم أحمد العواقب وأرشدهم إلى الأفعال التي ثبتت لهم في صحائف الأيام أفضل المناقب وهداهم بأمير المؤمنين إلى ما راق زلاله وتم غاية التمام كما أنه كان لرضا الله سبحانه وحسن ثوابه مآله ويمدهم في المجاهدة عن دولته بالتأييد والتمكين ويحظيهم من أنوار اليقين بما يجلو عن أفئدتهم دجى الشك البهيم ويظهر لأفهامهم خصائص الإمامة في حلل التفخيم والتعظيم ويريهم أن خلوص الطاعة منجاة في المعاد بتقدير العزيز العليم .
والحمد لله الذي استثمر من دوحة النبوة الأئمة الهادين وأقامهم أعلاما مرعدة في محجة الدين وبين بتبصيرهم الحقائق وورث أمير المؤمنين شرف مقاماتهم وجعله محرز غاياتهم وجامع معجزاتهم وآياتهم وقضى لمن التحف بظل فنائه واشتمل بسابغ نعمه وآلائه وتمسك بطاعته واعتصم بولائه بالخلود في النعيم المقيم والحلول في مقام رضوان كريم ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
يحمده أمير المؤمنين على نعمه التي جعلته للبشر إماما وأمضت له في المشارق والمغارب أوامر وأحكاما وجرد من عزمه في حياطة دين الله عضبا مرهفا حساما واستخلص لإنجاد دولته من أوليائها أكملهم شجاعة وإقداما وأحسنهم في تدبير أمورها قانونا ونظاما وأتمهم لمصالح أجنادها ورعاياها تفقدا واهتماما وأولاهم بأن لا يوجه عليه أحد في حق من حقوق الله ملاما وأجدرهم بأن يحل من جميل رأي أمير المؤمنين دار سلام يلقى فيها تحية وسلاما ويسأله أن يصلي على جده محمد خاتم النبيين الذي أعلن بالتوحيد وجهر وغلب بالتأييد وقهر وأظهر