وصروفها بمقتضى عهودهم القوية القوى وأذمتهم التي يلزم أن يحافظ عليها أهل العدل والتقوى ويغتمدهم من الضرر الغامر والإجمام المضاهي الآنف منه الغابر بما يقبض يد الضيم وكفه ويفيض عليهم من الملاحظة كل ما حسم الضير دونهم وكفه وأن يحبوهم من الحياطة بما يحرس رسومهم المستمرة من أسباب الاختلال ويجريهم فيها على ما سنه السلف معهم من مألوف السجايا والخلال .
ولما أنهي إلى حضرة أمير المؤمنين تمييزك عن نظرائك وتحليك من السداد بما يستوجب معه أمثالك المبالغة في وصفك وإطرائك وتخصصك بالأنحاء التي فت فيها شأو أقرانك وأفدت بها ما قصر معه مساجلك من أبناء جنسك أن يعدلك في ميزانك وما عليه أهل نحلتك من حاجتهم إلى جاثليق كافل بأمورهم كاف في سياسة جمهورهم مستقل بما يلزم القيام به غير مقل بما يتعين مثله في أدوات منصبه وأن كلا ممن يرجع إليه منهم لما تصفح أحوال متقدمي دينهم واستشف وأعمل الفكر في اختيار الأرجح منهم والأشف واتفقوا من بعد على إجالة الرأي الذي أفاضوا بينهم قداحه وراضوا به زند الاجتهاد إلى أن أورى حين راموا اقتداحه فلم يصادفوا من هو بالرياسة عليهم أحق وأحرى وللشروط الموجبة التقديم فيهم أجمع وأحوى وعن أموال وقوفهم أعف وأورع ومن نفسه لداعي التحري فيها أطوع وأتبع منك اختاروك لهم راعيا ولما شد نظامهم ملاحظا مراعيا وسألوا إمضاء نصهم عليك والإذن فيه