وتوقيفا ولم يجعلك في شيء من أمرك على شبهة تعترضك ولا حيرة تعتاقك والله شاهد له بخروجه من الحق فيما وصى وعهد وعليك بقبولك ما قبلت مما ولى وقلد فإن عدلت واعتدلت وذلك خليق بك فقد فاز وفزت معه وإن تجانفت وزللت وذلك بعيد منك فقد ربح وخسرت دونه فلتكن التقوى زادك والإحتراس شعارك واستعن بالله يعنك واستهده يهدك واعتضد به يعضدك واستمد من توفيقه يمددك إن شاء الله تعالى .
وكتب نصير الدولة الناصح أبو طاهر يوم كذا من رجب سنة ست وستين وثلثمائة .
وهذه نسخة عهد بقضاء القضاة بحاضرة بغداد وسائر الأعمال شرقا وغربا كتب به عن الإمام الناصر لدين الله أحمد للقاضي محيي الدين أبي عبد الله محمد بن فضلان من إنشاء أستاد الدار عضد الدين بن الضحاك وهي .
هذا ما عهد عبد الله وخليفته في العالمين المفترض الطاعة على الخلق أجمعين أبو العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين إلى محمد بن يحيى ابن فضلان حين سبر خلاله واستقراها واعتبر طرائقه واستبراها فألفاه رشيدا في مذاهبه سديدا في أفعاله وضرائبه موسوما بالرصانة حاليا بالورع والديانة مبرزا من العلوم في فنونها عالما بمفروض الشريعة المطهرة ومسنونها مدرعا ملابس العفاف قد أناف على أمثاله في بوارع الأوصاف فقلده قضاء القضاة في مدينة السلام وجميع البلاد والأعمال والنواحي والأمصار شرقا وغربا وبعدا