الإجتهاد في إبادة الغواية ساعيا حتى أصبح وجه الحق منيرا مشرقا وعوده بعد الذبول أخضر مورقا ومضى الباطل موليا أدباره ومستصحبا تتبيره وبواره وقضى بعد أن مهد من الإيمان قواعده وأحكم آساسه ووطائده وأوضح سبل الفوز لمن اقتفاها ولحب طريقها بعد ما دثرت صواها فصلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الأكرمين صلاة متصلا سح غمامها مسفرا صبح دوامها .
والحمد لله على أن حاز لأمير المؤمنين من إرث النبوة ما هو أجدر بحيازة مجده وأولى بفيض عده ووطأ له من الخلافة المعظمة مهادا أحفزته نحوه حوافز ارتياحه وجذبته إليه أزمة راعه والتياحه إلى أن أدرك من ذلك مناه وألقى الإستقرار الذي لا يريم عصاه عضد دولته بالتأييد من سائر أنحائه ومراميه وأعراضه ومغازيه حتى فاقت الدول المتقادمة إشراقا وأعطتها الحوادث من التغير عهدا وفيا وميثاقا وأضحت أيامه أدامها الله حالية بالعدل أجيادها جالية في ميادين النضارة جيادها وراح الظلم دارسة أطلاله مقلصا سرباله قد أنجم سحابه وزمت للرحلة ركابه فما يستمر منها أمر إلا كان صنع الله سبحانه مؤيده والتوفيق مصاحبه أنى يمم ومسدده وهو يستوزعه جلت عظمته شكر هذه النعمة ويستزيده بالتحدث بها من آلائه الجمة ويستمد منه المعونة في كل أرب قصده وأمه وشحذ لانتحائه عزمه وما توفيقه إلا بالله عليه يتوكل وإليه ينيب