شارعة والترسة موضونة والرجال راصدة ذاكية الأحراس وجلة الروع خائفة طوارق العدو وبياته ثم مره فليخرج كل ليلة قائدا في أصحابه أو عدة منهم إن كانوا كثيرا على غلوة أو اثنتين من عسكرك منتبذا عنك محيطا بمنزلك ذاكية أحراسه قلقة التردد مفرطة الحذر معدة للروع متأهبة للقتال آخذة على أطراف المعسكر ونواحيه متفرقين في اختلافهم كردوسا كردوسا يستقبل بعضهم بعضا في الإختلاف ويكسع تال متقدما في التردد واجعل ذلك بين قوادك وأهل عسكرك نوبا معروفة وحصصا مفروضة لا تعر منها مزدلفا منك بمودة ولا تتحامل فيه على أحد بموجدة إن شاء الله تعالى .
فوض إلى أمراء أجنادك وقواد خيلك أمور أصحابهم والأخذ على قافية أيديهم رياضة منك لهم على السمع والطاعة لأمرائهم والإتباع لأمرهم والوقوف عند نهيهم وتقدم إلى أمراء الأجناد في النوائب التي ألزمتهم إياها والأعمال التي استنجدتهم لها والأسلحة والكراع التي كتبتها عليهم واحذر اعتلال أحد من قوادك عليك بما يحول بينك وبين تأديب جندك وتقويمهم لطاعتك وقمعهم عن الإخلال بمراكزهم لشيء مما وكلوا به من أعمالهم فإن ذلك مفسدة للجند مفثأة للقواد عن الجد والإيثار للمناصحة والتقدم في الاحكام .
واعلم أن في استخفافهم بقوادهم وتضييعهم أمر رؤسائهم دخولا للضياع