والطاعة والقوة والنصيحة والعدة والنجدة حيث وصف لك أمير المؤمنين وأمرك به يضع عنك مؤونة الهم ويرخ من خناقك روع الخوف وتلتجيء إلى أمر منيع وظهر قوي ورأي حازم تأمن به فجآت عدوك وغرات بغتاتهم وطوارق أحداثهم ويصير إليك علم أحوالهم ومتقدمات خيولهم فانتخبهم رأي عين وقوهم بما يصلحهم من المنالات والأطماع والأرزاق واجعلهم منك بالمنزل الذي هم به من محارز علاقتك وحصانة كهوفتك وقوة سيارة عسكرك .
وإياك أن تدخل فيهم أحدا بشفاعة أو تحتمله على هوادة أو تقدمه لأثره أو أن يكون مع أحد منهم بغل نفل أو فضل من الظهر أو ثقل فادح فتشتد عليهم مؤونة أنفسهم ويدخلهم كلال السآمة فيما يعالجون من أثقالهم ويشتغلون به عن عدوهم إن دهمهم منه رائع أو فجأهم منه طليعة فتفقد ذلك محكما له وتقدم فيه آخذا بالحزم في إمضائه أرشدك الله لإصابة الحظ ووفقك ليمن التدبير وقصد بك لأسهل الرأي وأعوده نفعا في العاجل والآجل وأكبته لعدوك وأشجاه لهم وأردعه لعاديتهم .
ول دراجة عسكرك وإخراج أهله إلى مصافهم ومراكزهم رجلا من أهل بيوتات الشرف محمود الخبرة معروفا بالنجدة ذا سن وتجربة لين الطاعة قديم النصيحة مأمون السريرة له بصيرة بالحق نافذة تقدمه ونية صادقة عن الإدهان تحجزه واضمم إليه عدة نفر من ثقات جندك وذوي أسنانهم يكونون شرطة معه ثم تقدم إليه في إخراج المصاف وإقامة الأحراس وإذكاء العيون وحفظ الأطراف وشدة الحذر ومره فليضع القواد بأنفسهم مع أصحابهم في مصافهم كل قائد بإزاء مكانه وحيث منزله قد سد ما بينه وبين صاحبه بالرماح