الجند المذكورين بما أثبت لديهم وحقق الاعتبار والعيان قيامهم بما وجب عليهم أطلقت لهم المعايش والأرزاق بحسب إقراراتهم وأوصلت إليهم بمقتضى واجباتهم واستحقاقاتهم فإن هذا الحال أصل حراسة البلاد والعباد وقيام الأمر بما أوجبه الله تعالى من الاستعداد بفرض الجهاد قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
وأمره بتفويض أمر الحسبة إلى من يكون بأمرها مضطلعا وللسنة النبوية في إقامة حدودها متبعا فيعتمد في الكشف عن أحوال العامة في تصرفاتها الواجب ويسلك في التطلع إلى معاملاتهم السبيل الواضح والسنن اللاحب في الأسواق لاعتبار المكاييل والموازين ويقيمه في مؤاخذة المطففين وتأديبهم بما تقتضيه شريعة الدين ويحذرهم في تعدي حدود الإنصاف شدة نكاله ويقابل المستحق المؤاخذة بما يرتدع به الجمع الكثير من أمثاله قال الله تعالى ( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) .
وقال سبحانه ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ) .
فليتول الملك السيد الكامل المجاهد المرابط نصير الدين ركن