سيوف الله تعالى يحق به التقلد وله التقليد واصطفاك على علم بأنك واحد منتظم في معنى العديد وأحيا في سلطان جيوشه سنة جده الإمام المستنصر بالله في أمير جيوشه الأول وأقامك بعده كما أقام بعده ولده وإنه ليرجو أن تكون أفضل من الأفضل وخرج أمره إليك بأن يوعز إلى ديوان الإنشاء بكتب هذا السجل لك بتقليدك وزارته التي أحلك ربوتها وأحل لك صهوتها وحلاك نعمتها ولك نغمتها فتقلد وزارة أمير المؤمنين من رتبتها التي تناهت في الإنافة إلى أن لا رتبة فوقها إلا ما جعله الله تعالى للخلافة وتبوأ منها صدرا لا تتطلع إليه عيون الصدور واعتقل منها في درجة على مثلها تدور البدور ( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) وقل ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ) .
وباشر مستبشرا واستوطن متديرا وابسط يدك فقد فوض إليك أمير المؤمنين بسطا وقبضا وارفع ناظرك فقد أباح لك رفعا وخفضا واثبت على درجات السعادة فقد جعل لحكمك تثبيتا ودحضا واعقد حبى العزمات للمصالح فقد أطلق بأمرك عقدا ونقضا وانفذ فيما أهلك له فقد أدى بك نافلة من السياسة وفرضا وصرف أمور المملكة فإليك الصرف والتصريف وثقف أود الأيام فعليك أمانة التهذيب والتثقيف وأسحب ذيول الفخار حيث لا تصل التيجان واملأ لحظا من نور الله تعالى حيث تتقي