التدبير وحربا وكنت في السلم لسانه الآخذ بمجامع القلوب وفي الحرب سنانه النافذ في مضايق الخطوب وساقته إذا طلب وطليعته إذا طلب وقلب جيشه إذا ثبت وجناحه إذا وثب ولا عذر لشبل نشأ في حجر أسد ولا لهلال النور من شمس واستمد .
هذا ولو لم يكن لك هذا الإسناد في هذا الحديث وهذا المسند الجامع من قديم الفخر وحديث لأغنتك غريزة عزيزة وسجية سجية وشيمة وسيمة وخلائق فيها ما تحب الخلائق ونحائز مثلها حائز ومحاسن ماؤها غير آسن ومآثر جد غير عاثر ومفاخر غفل عنها الأول ليستأثر بها الآخر وبراعة لسان ينسجم قطارها وشجاعة جنان تضطرم نارها وخلال جلال عليك شواهد أنوارها تتوضح ومساعي مساعد لديك كمائم نورها تتفتح فكيف وقد جمعت لك في المجد بين نفس وأب وعم ووجب أن سألك من اصطفاء أمير المؤمنين ماذا حصل ثم على الخلق عم فيومك واسطة في المجد بين غدك وأمسك وكل ناد من أندية الفخار لك أن تقول فيه وعلى غيرك أن يمسك فبشراك أن أنعم أمير المؤمنين موصولة منكم بوالد وولد وأن شمس ملكه بكم كالشمس أقوى ما كانت في بيت الأسد .
ولما رأى الله تقلب وجه أمير المؤمنين في سمائه ولاه من اختيارك قبلة وقامت حجته عند الله باستكفائك وزيرا له ووزرا للملة فناجته مراشد الإلهام وأضاءت له مقاصد لا تعقلها كل الأفهام وعزم له على أن قلدك تدبير مملكته الذي أعرقت في إرثه وأغرقت في كسبه ومهد لك أبعد غاية في الفخر بما يسر لك من قربه ولقد سبق أمير المؤمنين إلى اختيارك قبل قول لسانه بضمير قلبه وذكر فيك قول ربه ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) .
وقلدك لأنك سيف من