المعاند حقك وقد قضى لك واقتضاك وما كان في محاجزتك عن حظك من خدمة أمير المؤمنين الذي أنت به منه أولى ومدافعتك عن حقك في قرب مقامه الذي لا يستطيع طولا إلا مغالبة الله فيك والله غالب على أمره ومباعدتك وقد قربك الله من سر أمير المؤمنين وإن بعدت من جهره استشرفتك الصدور وتطلعت إليك عيون الجمهور واستوجبت عقيلة النعم بما قدمت من المهور ونصرت الإيمان بأهله وأظهرت الدين بمظاهرتك على الدين كله وناهضت الكفرة بالباع الأشد والرأي الأسد ونادتهم سيوفك ولا قرار على زأر من الأسد وأدال الله بك ممن قدم على ما قدم وندم فما أغنى عنه الندم حين لج في جهالته وتمادى في ضلالته واستمر على استطالته وتوالت منه عثرات ما أتبعها باستقالته فكم اجتاح للدولة رجالا وضيق من أرزاقهم مجالا وسلب من خزائنها ذخائر وأسلحة وأموالا ونقلها من أيدي أوليائها إلى أعداء الله تبارك وتعالى وأتسعت هفواته عن التعديد وما العهد منها ببعيد وقد نسخ الله تعالى بك حوادثها فوجب أن تنسخ أحاديثها وأتى الأئمة منك بمن هو وليها والأمة بمن هو مغيثها ودعاك إمام عصرك بقلبه ولسانه وخطه على بعد الدار وتحقق أنك تتصرف معه حيث تصرف وتدور معه حيث دار واختارك على ثقة من أن الله تعالى يحمده فيك عواقب الاختيار ورأى لك إقدامك ورقاب الشرك صاغرة وقدومك وأفواه المخاوف فاغرة وكرتك في طاعته وأبى الله تعالى أن تكون خاسرة وسطا بك