استرسال النصر بالثبات والصبر فإن الله يجزي الصابرين وما النصر إلا من عنده وفي محاصرة العدو ومصابرته وإنظاره ومناظرته وإنزالهم على ما شرع الله فيهم من الأحكام والتوخي في ذلك ما حكم به سعد بن معاذ في زمن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وفي ضرب الهدن وإمضائها والوفاء بالعقود المشروعة إلى أنتهاء مددها وأنقضائها وفي إرضاء السيوف ممن نكث ولم يتم عهده إلى مدته فإن إسخاط الكفر في إرضائها وفي الأمصار يقر بها من شاء من الجنود ويبعث إليها من شاء من البعوث والحشود وفي سداد الثغور بالرجال الذين تفتر بهم عن شنب النصر وتأمن بهم أعدادها من غوائل الحصر وتوفير سهامها من سهام القوة التي ترمي بشرر كالقصر وإمداد بحرها بالشواني المجربة المجددة والسفن التي كأنها القصور الممهدة على الصروح الممردة فلا تزال تدب إليهم من ذوات الأرجل عقاربها وتخطف غربانهم الطائرة بأجنحة القلوع مخالبها وفي تقدمة وتنفيذ السرايا التي لا تزال أسنتها إلى نحور الأعداء مقومة وإنفاق ما يراه في مصالح الإسلام من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة وفي إعلاء منار الشرع الشريف والانقياد إليه والمسارعة إلى نفوذ حكمه فيما له وعليه وتقوية يد حكامه على كل أمير ومأمور أقر الشرع في يده شيئا أو انتزعه من يديه وتفويض الحكم إلى كل من يتعين لذلك من أئمة الأمة وإقامة الشرع الشريف على قواعده الأربعة فإن أتفاق