خوف حربه وجعل النصر حيث توجه من أشياخه وحزبه وعضده لنصرة الإسلام بملائكة سمائه وأقام به عمود الدين الذي بالسيف قام ولا غرو فإن الحسام من أسمائه وأقبلت إليه طوائف جيوش الإسلام مذعنين وأدى في كرامتهم حقوق طاعة الله الذي أيده بنصره وبالمؤمنين وتلقاهم بشير كرامته ونعمه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين فطارت مخلقات البشائر بملكه في الآفاق وأغص العدا سلطانه فما توهموا في أمر الإسلام الإختلاف حتى تحققوا بحمد الله ويمن أيامه الوفاق واختالت المنابر الاسلامية بذكر أمير المؤمنين وذكره وأعلنت الأمة المحمدية بحمد الله الذي أقر به الحق في مركزه ورد به شارد الملك إلى وكره وتحقق أمير المؤمنين أنه المكنون في طويته والمستكن في صدره والقائم في عمارة بيته النبوي وسلامته مقام سلمانه وعماره فعهد إليه حينئذ في كل ما تقتضيه أحكام إمامته في أمة نبيه وجعله في التصرف المطلق عنه قائما مقام وصيه في الملة ووليه وقلده أمر ملك الإسلام تقليدا عاما وفوض إليه حكم السلطنة الشريفة تفويضا تاما وألبسه من ذلك ما خلعه عن سواه ونشر عليه لواء الملك الذي زوى ظله عن غيره وطواه وحكمه في كل ما تقتضيه خلافته المقدسة وتمضيه إمامته التي هي على التقوى مؤسسة من إقامة منار الإسلام والحكم العام في أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وفي تقليد الملوك والوزراء وتقدمة الجيوش وتأمير الأمراء وفي تجهيز العساكر والسرايا وإرسال الطلائع والرءايا وتجريد الجنود الذين ما ندبهم إلى الأعداء إلا آبوا بالنهاب وبالسبايا وفي غزو العدو كيف أراه الله إن بنفسه أو جنده وفي