كارهون ) واصطفاك لإقامة الدين وقد اختلفت الأهواء في تلك المدة ولم بك شعث الأمة بعد الإضطراب فكان موقفك ثم موقف الصديق يوم الردة .
ويشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة حاكم بأمره مستنزل لك بالإخلاص ملائكة تأييده وأعوان نصره مسترهف بها سيف عزمك على من جاهر بشركه وحاربه بكفره معتصم بتوفيقه في تفويضه إليك أمر سره الذي استودعه في الأمة وجهره ويصلي على سيدنا محمد رسول الله الذي استخرجه الله من عنصره وذويه وشرف به قدر جده بقوله فيه عم الرجل صنو أبيه وأسر إليه بأن هذا الأمر فتح به ويختم ببنيه وعلى آله وصحبه والخلفاء الراشدين من بعده الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وجاهدوا أئمة الكفر الذين لا أيمان لهم والذين هم بربهم يعدلون وسلم تسليما كثيرا .
وإن أمير المؤمنين لما آتاه الله من سر النبوة واستودعه من أحكام الإمامة الموروثة عن شرف الأبوة واختصه من الطاعة المفروضة على الأمم وفرض عليه من النظر في الأخص من مصالح المسلمين والأعم وعصم آراءه ببركة آبائه من الخلل وجعل سهم اجتهاده هو المصيب أبدا في القول والعمل وكان السلطان فلان هو الذي جمع الله به كلمة الإسلام وقد كادت وثبت به الأرض وقد اضطربت بالأهواء ومادت ورفع به منار الدين بعد أن شمخ الكفر بأنفه وألف به شمل المسلمين وقد طمح العدو إلى افتراقه وطمع في خلفه وحفظ به في الجهاد حكم الكتاب الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) وحمى به الممالك الإسلامية فما شام الكفر منها برق ثغر إلا رمي من وباله بوابل ولا أطلق عنان طرفه إلى الأطراف إلا وقع من سطوات جنوده في كفة حابل ولا اطمأنوا في بلادهم إلا أتتهم سراياه من حيث لم يرتقبوا ولا ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من