وعظمه حتى صار طبعا ثانيا وخلقا على ممر الزمان باقيا واجتمع لديه الغريزي فكان أصلا ثابتا وفرعا على ذلك الأصل القوي نابتا لكن أمير المؤمنين يوصيه تبركا ويشرح له ما يكون به إن شاء الله متمسكا والمرء إلى الأمر بالخير مندوب ووصية الرجل لبنيه مطلوبة فقد قال تعالى ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) .
فعليك بمراقبة الله تعالى فمن راقب الله نجا واجعل التقوى رأس مالك ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) والجأ إلى الحق فقد فاز من إلى الحق لجا وكتاب الله هو الحبل المتين والكتاب المبين والمنهج القويم والسبيل الواضح والصراط المستقيم فتمسك منه بالعروة الوثقى واسلك طريقته المثلى واهتد بهديه فلا تضل ولا تشقى وسنة نبيه محمد عليك بالاقتداء بأفعالها الواضحة والإصغاء لاثار أقوالها الشارحة عالما بأن الكتاب والسنة أخوان لا يفترقان ومتلازمان بحبل التباين لا يعتلقان والبلاد والرعايا فحطهما بنظرك ما استطعت وتثبت في كل قطع ووصل فأنت مسؤول عن كل ما وصلت وقطعت والآل والعترة النبوية ففهما حق القرابة منك ومن رسول الله الذي أشرقت به واعلم أنك إذا أكرمت أحدا منهم فإنما أكرمته بسببه واتبع في السيرة سيرة آبائك الخلفاء الراشدين لا تزغ عنها ولا تعمل إلا بها وبما هو إن استطعت خير منها واقف في المعروف آثارهم المقدسة لتحوي من المآثر ما حووا واحذ حذوهم في طريقهم المباركة وابن المجد كما بنوا وأحي من العمل سنة سلفك المصطفين الأخيار واحرص ان تكون من الأئمة الذين يظلهم الله تحت عرشه ( يوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) وأسلف خيرا تذكر به على ممر