الشهابي وقد انشأت عهدا على الطريقة التي أشار إليها امتحانا للخاطر لأن يكون عن الإمام المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن المعتضد أبي الفتح بكر خليفة العصر لولده العباس ليكون أنموذجا ينسج على منواله .
ومن غريب الاتفاق أني أنشأته في شهور سنة إحدى وثمانمائة امتحانا للخاطر كما تقدم وضمنته هذا الكتاب وتمادى الحال على ذلك إلى أن قبض الله تعالى الإمام المتوكل قدس الله تعالى روحه في سنة ثمان وثمانمائة فأجمع أهل الحل والعقد على مبايعته بالخلافة فبايعوه وحقق الله تعالى ما أجراه على اللسان من إنشاء العهد باسمه في الزمن السابق ثم دعتني داعية إلى التمثل بين يديه الشريفتين في مستهل شهر ذي القعدة الحرام سنة تسع وثمانمائة فقرأته عليه من أوله إلى آخره وهو مصغ له مظهر الابتهاج به وأجاز عليه الجائزة السنية ثم أنشأت له رسالة وضمنته إياها وأودعت بخزانته العالية عمرها الله بطول بقائه .
وهذه نسخته .
هذا عهد سعيد الطالع ميمون الطائر مبارك الأول جميل الأوسط حميد الآخر تشهد به حضرات الأملاك وترقمه كف الثريا بأقلام القبول في صحائف الأفلاك وتباهي به ملوك الأرض ملائكة السماء وتسري بنشره القبول إلى الأقطار فتنشر له بكل ناحية علما وتطلع به سعادة الجد من ملوك العدل في كل أفق نجما وترقص من فرحها الأنهار فتنقطها شمس النهار بذهب الأصيل على صفحات الماء عهد به عبد الله ووليه أبو عبد الله محمد المتوكل على الله امير المؤمنين إلى ولده السيد الجليل عدة الدين وذخيرته وصفي أمير المؤمنين من ولده وخيرته المستعين بالله أبي الفضل العباس بلغ الله فيه أمير المؤمنين غاية الأمل وأقر به عين الخلافة العباسية كما أقر به عين أبيه وقد فعل .
أما بعد فالحمد لله حافظ نظام الإسلام وواصل سببه ورافع بيت الخلافة وماد طنبه وناظم عقد الإفمامة المعظمة في سلك بني العباس وجاعلها