فبفضل منه عوده وبين الدالة من المملوك والعادة من مولانا موضع لنجاح الحاجة وبلوغ الإفادة وقد فعل المملوك ما تعلق به واثقا بالكرم من مولانا فليفعل مولانا ما يتعلق به محققا للأمل فيه .
آخر وينهي أن المملوك إن انبسط فمدل بالحرمة الوكيدة ومعول على النية الكريمة أو انقبض فلهيبة الإقدام على مولانا ومراعاة التخفيف عنه ولفضله فيما بين ذلك مسلك وغلبة تسلط يدعوان إلى حسن الظن بمولانا ويوثقان من وجود النجاح لديه .
آخر بذل الجاه في إعانة الضعيف وإغاثة الملهوف والترويح عن المضغوط والتفريج عن المكروب المكدود كبذل المال في إسعاف المعسر وإسعاد المقتر ومواساة المحروم والتعطف على المزحوم وما في الحالتين إلا ما الديانة له ضامنة والمروءة له قائمة والحق به مستوجب والأجر به مكتسب والصنيعة به معتقدة والمثوبة به مدخرة .
آخر وينهي أن حرمة الجوار من أوجب الحرمات حقا وأحكمها عقدا وأخصها بالعناية وأحقها بالرعاية وما رعاها إلا ذو قدر عظيم وخلق كريم وأصل عريق وعهد وثيق وفلان ممن يضرب بدالتها ويمت بوسيلتها ويتخفر بذمتها ويتعلق بعصمتها ويعتدها وزرا مانعا وذخرا نافعا وعدة موجودة عند الحاجة وله أمر يذكره مشافهة فإن رأى مولانا أن يحقق من ظنه ما كان جميلا ويصدق من أمله ما كان فضل مولانا إليه سبيلا فهو المعهود من إحسانه والمؤمل من فضله .
آخر من سافر إلى سيدي بأمله ورغبته ومت إلى حضرته بوفادته وهجرته فقد استغنى عن الشافع وكفي أمر الوسائل والذرائع وحامل كتابي هذا قد تجشم القدوم إليه وتمسك بذمام الوفادة عليه مع ما يتحقق به من