المنزلة وسعة البلد وبعد الأمد لم يتقرب متحل بالعلم والأدب إليه في يوم جديد إلا بصالح الدعاء وحسن الثناء .
وفيه لو أخرنا هذا انتظارا لوجود ما تستحقه لانقضت أيامنا بل أعمارنا قبل أن نقضي حقا أو نؤدي عن أنفسنا فرضا لارتفاع قدرك عما تحويه أيدينا وعلو حالك عما تبلغه آمالنا وقد اقتديت بسنة الخدم والأولياء في الأعياد وأوضحت العذر في ترك الاجتهاد وبعثت في هذا اليوم الذي أسأل الله أن يعيده عليك ألف عام في نماء من العز وعلو من القدر وتمام من السرور ومزيد من النعمة .
الصنف الثامن التهنئة بالمهرجان .
وهو أحد أعياد الفرس على ما تقدم ذكره في المقالة الأولى في الكلام على أعياد الأمم وكان للكتاب من الاحتفال بالتهنئة به في أوائل الدولة العباسية مالهم بالنيروز .
فيه لأبي الحسين بن سعد .
لسيدي علي في الأعياد المشهورة والأيام الجديدة عادة اختزلني عن بعضها في هذا الفصل كلال الطبع عن البعض ووقوع الخطر بعرضه من الثناء نظما ونثرا ومن الإهداء عرضا وبرا دعاء تزيد قيمته على الأعلاق الثمينة وموقعه على الذخائر النفيسة ولطفه على التحف البديعة فأسعد الله سيدي بهذا اليوم سعادة تقيم ولا تريم وتزيد ولا تبيد وتتوطن ولا تظعن وتجمع حظوظا من الخيرات وفوائد من البركات يتصل سندها ولا ينتهي أمدها وأبقاه في أسبغ عز وأرفع رتبة وأرغد عيشة مكنوفا بحراسة تقيه وآله عوادي الزمان وتصرف عنهما طوارق الحدثان ما طرد الليل والنهار وطلع نجم وغار وعلى ذلك أيد الله سيدي فإن الحرص على إقامة الرسم والتطير