ولاية قاضي القضاة أطال الله بقاءه لما تتضمنه من إثبات العدل والإنصاف وانحسار الجور والإجحاف واعتلاء الحق وظهوره واختلاء الباطل وثبوره وعز المظلوم وإدالته وذل الظلوم وإذالته وتمكين المضعوف واقتداره وانخزال العسوف واقتساره وإن هنأته حرس الله علاه بموهبة أتى بارقها بجميل الثناء وجزيل الجزاء قد ناء من تحملها بباهظ الشيء ومتعبه وقام من سئلها بكل الأدب ومنصبه عدلت عن الأمثل وضللت عن الطريقة المثلى لكني أهنئه خصوصا بالمواهب المختصة به اختصاص أطواق الحمائم بأعناقها والمناقب المطيفة به إطافة كواكب السماء بنطاقها في أن ألف الله القلوب المتباينة على الإقرار بفضله وجمع الأفئدة المتنافية على الاعتراف بقصور كل محل عن محله وجعل كل نعمة تسبغ عليه ومنة تسدى إليه موافقة الآمال والأماني مفضية للبشائر والتهاني لأن من أحب الحق وآثره ولبس الصدق واستشعره ينطق بلسان الإرادة والاختيار ومن تركهما وقلاهما وخلعهما وألقاهما ينطق بلسان الافتقار والاضطرار والخصائص التي هو فيها نسيج وحده وعطر يومه وغده والمحاسن التي هي أناسي عيون الزمان ومصابيح أعيان الحسن والإحسان ثم أعود فأهنئه عموما بالنعم المشتركة الشمول الفضفاضة الذيول التي أقرت القضاء في نصابه وأعادت الحكم إلى وطنه بعد نجعته واغترابه وأعلتهما في الرتبة الفاضلة وقدعت بهما