كتاب منها المعنى الذي تجب الإجابة به مثل ان يكون الكتاب ورد من امير المؤمنين إلى أحد عماله مبشرا بسلامته من سفره فينبغي ان يبنى جوابه على ما صورته ورد كتاب امير المؤمنين مبشرا عبده بما هيأه الله تعالى له من السلامة ويمن الوجهة مع تقريب الشقة وإنالة المسار وتسهيل الأوطار وإدناء الدار فوقف العبد عليه وامتثل المرسوم في إطلاع الأولياء على ما نص فيه من هذه البشرى فعظمت المنحة لديهم وجلت النعمة عندهم وانشرحت صدورهم وانفسحت آمالهم ووفقوا بصنع الله تعالى لهم وارتفعت ايديهم إلى الله سبحانه بالرغبة في حياطة أمير المؤمنين قاطنا وظاعنا وحسن صحابته حالا وراحلا وجميل الخلافة على من خلفه من حامته وعامته واهل دعوته وخاصة دولته والله تعالى يجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء ويمده بطول البقاء وما ينتظم في سلك هذا الكلام ويضاهيه .
قلت وقد تقدم في الكلام على المكاتبة السلطانية الابتدائية ان المكاتبة بالبشارة بالسلامة في ركوب العيدين وما في معناهما من قدوم السفر وغيره قد ترك استعماله بديوان الإنشاء في زماننا فإن قدر مثله في هذه الايام اجراه الكاتب على نحو مما تقدم على ما يقتضيه مصطلح الزمان في المكاتبات السلطانية .
وأما الجواب عن الكتب الواردة بالخلع وما في معنى ذلك فينبغي أن يكون مبنيا على تعظيم المنة والاعتراف بجزالة المنحة وجميل العطية وزائد الفضل وان ما اسدي إليه من ذلك تفضل عليه وتطول من غير استحقاق لذلك بل فائض فضل وجزيل امتنان وأنه عاجز عن شكر هذه النعمة والقيام بواجبها لا يستطيع لها مكافأة غير الرغبة إلى الله تعالى بالادعية لهذه الدولة وما يناسب ذلك من الكلام ويلائمه وأما الجواب عن الكتب بالتنويه والتلقيب إذا صدرت إلى نواب المملكة