فقال وقوله الحق ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ) إلى قوله ( مغفرة وأجرا عظيما ) فمن غاظوه كفر وخاب وفجر وخسر وقال الله جل وعز ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) إلى قوله ( ربنا إنك رءوف رحيم ) فمن خالف شريطة الله عليه لهم وأمره إياه فيهم فلا حق له في الفيء ولا سهم له في الإسلام في آي كثيرة من القرآن فمرق مارقة من الدين وفارقوا المسلمين وجعلوهم عصين وحزبوا أحزابا أشابات وأوشابا فخالفوا كتاب الله فيهم فخابوا وخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم مالي أرى عيونا خزرا ورقابا صعرا وبطونا بجرى شجى لا يسيغه الماء وداء لا يشرب فيه الدواء أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين كلا والله بل هو الهناء والطلاء حتى يظهر العذر ويبوح السر ويضح العيب ويشوس الجيب فإنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى ويحكم إني لست أتاويا أعلم ولا بدويا أفهم قد حلبتكم أشطرا وقلبتكم أبطنا وأظهرا فعرفت أنحاءكم وأهواءكم وعلمت أن قوما أظهروا الإسلام بألسنتهم وأسروا الكفر في قلوبهم فضربوا بعض أصحاب رسول الله ببعض وولدوا الروايات فيهم وضربوا الأمثال ووجدوا على ذلك من أهل الجهل من أبنائهم أعوانا