في البياض فامر بكسوة من ديباج أبيض عملت سنة ست ومائتين وبعث بها إلى الكعبة فصارت الكعبة تكسى ثلاث كسى تكسى الديباج الأحمر يوم التروية وتكسى القباطي يوم هلال رجب وتكسى الديباج الأبيض يوم سبع وعشرين من شهر رمضان للفطر .
ثم رفع إلى المأمون أيضا أن إزار الديباج الأبيض يتخرق ويبلى في أيام الحج من مس الحاج قبل أن يخاط عليها إزار الديباج الأحمر في عاشوراء فزادها إزار ديباج أبيض تكساه يوم التروية فيستر به ما تخرق من الإزار الذي كسيته .
ثم رفع إلى المتوكل في سنة أربعين ومائتين أن إزار الديباج الأحمر يبلى قبل هلال رجب من مس الناس ومسحهم بالكعبة فزادها إزارين مع الإزار الأول فأذال قميصها الديباج الأحمر وأسبله حتى بلغ الأرض ثم جعل الإزار فوقه في كل شهرين إزار ثم نظر الحجبة فإذا الإزار الثاني لا يحتاج إليه فوضع في تابوت الكعبة وكتبوا إلى المتوكل أن إزارا واحدا مع ما أذيل من قميصها فصار يبعث بإزار واحد فتكسى بعد ثلاثة أشهر فيكون الذيل ثلاثة أشهر .
ثم في سنة ثلاث وأربعين ومائتين أمر المتوكل بإذالة القميص القباطي حتى بلغ الشاذروان الذي تحت الكسوة قال الماوردي ثم كسا المتوكل أساطينه الديباج .
وقد حكى المؤيد صاحب حماة في تاريخه أن الفاطميين خلفاء مصر في إمارة أبي الحسن جعفر من السليمانيين على مكة في سنة إحدى وثمانين وثلثمائة كسوا الكعبة البياض .
قلت ثم رفع الأمر في خلفاء بني العباس ببغداد إلى شعارهم من السواد فألبسوا الكعبة الديباج الأسود ثم جرى ملوك مصر عند استيلائهم على