الحجاز على إلباسها السواد .
والذي جرى عليه الحال في زماننا إلى آخر الدولة الظاهرية برقوق وأوائل الدولة الناصرية ولده أن الكعبة تكسى الديباج الأسود كسوة مسبلة من أعلى الكعبة إلى أسفلها مرقوما بأعاليها طراز رقم بالبياض من أصل النسج مكتوب فيه ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ) الآيات وعلى الباب برقع من نسبة ذلك مرقوم فيه بالبياض ثم في سنة وثمانمائة في الدولة الناصرية فرج بن برقوق غير الطراز من لون البياض إلى لون الصفرة فصار الرقم في السواد بحرير أصفر مقصب بالذهب ولا يخفى أنه أنفس من الأول والثاني أبهج منه لشدة مضادة ما بين البياض والسواد ثم جعل بعض جوانب الكسوة ديباجا أسود على العادة وبعضها كمخا أسود بجامات مرقوم فيها بالبياض لا إله إلا الله محمدا رسول الله ثم جعل بعد ذلك برقع البيت من حرير أسود منشورا عليه المخايش الفضة الملبسة بالذهب فزاد نفاسه وعلا قيمة ثم في سنة أربع عشرة وثمانمائة جعل واجهة الباب من الكسوة كمخا أزرق بجامات مكتوب فيها والله العالم ما كان وما يكون .
قلت وحاصل ما تقدم أن الذي اشتملت عليه أصناف الكسوة في الإسلام الثياب اليمانية والقباطي المصرية والحبر والأنماط والحلل النجرانية والديباج الأبيض والديباج الأحمر والديباج الأخضر والديباج الأصفر والديباج الأسود والديباج الأزرق .
وأما تجريد الكعبة من ثيابها فقد ذكر الأزرقي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه كان ينزع كسوة الكبيت في كل سنة فيقسمها على الحاج . وعن ابن أبي مليكة انه قال كانت على الكعبة كسى كثيرة من كسوة أهل الجاهلية من الأنطاع والأكسية والكرار والأنماط فكانت ركاما بعضها فوق بعض فلما كسيت في الإسلام من بيت المال كان يخفف عنها الشيء بعد